الثلاثاء، 8 يوليو 2008

اقتحام



حلقات من الدخان الأبيض تراقص الهواء بغنج، تتمايل متلاشية في ظلمة المكان، تاركة خلفها ابتداء بعث جديد.


هواء بارد ينسل على أطراف أصابعه ليلمس المرآة والكراسي والأدراج وحتى مفكرة سرية تُركت مفتوحة، ومداداً أزرق يغلف سطراً بحروف صغيرة مرتبة.


يشق الضوء طريقه، ثابتاً وقصيراً إلى ملامح الغرفة المتخفية، يرفع ذقن السرير الفارغ، يكشف تعرجات رداء النوم الحريري الملقى على طرف السرير، ينساب بهدوء خبيث ليعيد للأشياء دفأها، ويفصل بإحساس غيور العناق الحميم ما بين الظلمة وتكوينات الغرفة التي تخلت عن ذاتها لساعات متلاشية في السواد.


عبثاً يمدّ الليل أطرافه، لكن الضوء وبلا رحمة يدفعه إلى الخارج، ملتفتاً إلى غنيمته، شيئاً فشيئاً ينحل تردده، يضع يده على كل شيء، تلتمع عيناه، تجيء أصوات البلابل تحاول إشاعة البهجة والتغلب على ضجته المفتعلة، غروره... وربما تواطأت معه على إخفاء ما يحدث.



الزائر الصباحي الماجن يتحول إلى طاغية، يقلب الأشياء ويحيل المكان إلى ...وضوح.

ليست هناك تعليقات: